غصّت أروقة الكونغرس الأمريكي بعشرات المواطنين والناشطين اليمنيين – الأمريكيين الذين جاءوا من أكثر من عشرين ولاية للمشاركة في اليوم الوطني الثالث للمرافعة من أجل اليمن، الذي نظمه مركز واشنطن للدراسات اليمنية.
ولم يكن الحضور شكلياً، بحسب مراسل وكالة شفق نيوز، بل كان مشحوناً بآمال وأوجاع آلاف الأسر اليمنية العالقة بين الحرب في الداخل اليمني وسياسات الهجرة في الولايات المتحدة.
وعلى مدى أيام، وتحديداً منذ أمس الأول الأربعاء، تنقّل قرابة 150 مشاركا بين مكاتب عشرات النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، في كل لقاء، كان المندوبون اليمنيون الأمريكيون يعرضون أجندتهم التشريعية، وقضاياهم الإنسانية والأمنية التي يرون أنها تمسّ وجودهم في الولايات المتحدة ومستقبل بلدهم الأم.
وطرح الوفد اليمني – الأمريكي ثلاث قضايا محورية، على رأسها إصلاحات الهجرة التي تمثلت في المطالبة بالتمديد وإعادة التسمية لبرنامج الحماية المؤقتة (TPS)، ورفع حظر السفر، وإعادة تفعيل برنامج الكفالة الخماسية، فضلا عن ملف مواجهة التدخل الإيراني ودعم الحكومة اليمنية الشرعية، وفتح قنصلية أمريكية في عدن لتسهيل معاملات المواطنين.
وكان ترامب قد أصدر أمرا تنفيذيا يقضي بحظر سفر مواطني 12 دولة من بينها اليمن، وضمت كذلك كلاً من أفغانستان وبورما وتشاد والكونغو-برازافيل وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان.
ومن أكثر الملفات التي أثارت اهتمام النواب كانت قصص العائلات الممزقة بفعل حظر السفر، والقلق العميق بشأن مستقبل نحو أربعة آلاف يمني – أمريكي يعتمدون على برنامج الحماية المؤقتة TPS المقرر أن ينتهي في مارس 2026.
في هذا الصدد، شددت الناشطة اليمنية فاطمة واصل، على البعد الإنساني لقضية برنامج الحماية المؤقتة وحظر السفر، قائلة: “هؤلاء اليمنيون في الولايات المتحدة منذ عقود، خدموا هذا البلد، ولا يجوز التعامل معهم كمهاجرين من الدرجة الثانية”.
وذكرت وأصل، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز: “إذا انتهى الـTPS في آذار/مارس 2026، فأين سيذهبون؟ العودة إلى اليمن يعني مواجهة ظروف اقتصادية وسياسية قاسية، بل قد يؤدي إلى تجنيد أولادهم قسريا، الموضوع أكبر بكثير من مجرد ملف هجرة”.
وبحسب قولها فإن “الوضع السياسي في اليمن غير مستقر، ولا يمكن أن يستقر إلا بدعم الحكومة الشرعية. هذا نداء للكونغرس ومجلس الشيوخ للضغط من أجل أن تستعيد الحكومة اليمنية دورها وهيبتها، وأول خطوة لذلك هي إعادة بناء جيش قوي بدعم أمريكي”.
أما الأمين العام للجالية اليمنية في ولاية ماريلاند سهيل عبد الرحمن الأخفش، فرأى خلال حديثه للوكالة، أن “الوفود اليمنية عقدت لقاءات مع نواب وأعضاء في مجلس الشيوح من الحزبين الجمهوري والديمقراطي”، مؤكدا أن “مواقف الجمهوريين والديمقراطيين اختلفت بوضوح”.
وبين الأخفش، أن “الجمهوريين ركّزوا على ملف الحوثي والتدخل الإيراني، وأكدوا أنهم يدرسون قانونا جديدا ينص على أن الأسلحة المهربة التي تضبطها القوات الأمريكية، مثل القادمة من إيران، قد يتم تحويلها لاستخدامات أخرى، مثل دعم أوكرانيا وربما اليمن لاحقاً. كما شددوا على أن رفع حظر السفر قد يستغرق وقتاً بسبب عدم استقرار اليمن”.
وزاد: “أما الديمقراطيون فقد أبدوا انحيازاً أكبر لقضايا الهجرة، وأكدوا أنهم سيبذلون ما في وسعهم لإلغاء الحظر وتمديد الـTPS.
ولم تقتصر اللقاءات على القضايا الإنسانية فقط، بل تناولت أيضاً التهديدات الإيرانية في اليمن، فالجمهوريون وصفوا الحوثيين بأنهم ذراع عسكرية لإيران، فيما شدد الناشطون اليمنيون على أن استمرار التغاضي عن هذا التمدد يهدد الملاحة العالمية في البحر الأحمر ويقوض استقرار المنطقة.
في المقابل، لفت رئيس مركز واشنطن للدراسات اليمنية عبد الصمد الفقيه، إلى أن “مركز واشنطن للدراسات اليمنية نظم فعالية مناصرة في العاصمة الأمريكية واشنطن يومي 2 و3 أيلول/سبتمبر الحالي، بمشاركة واسعة من أبناء المجتمع اليمني الأمريكي القادمين من مختلف الولايات الأمريكية”.
وأوضح الفقيه، أن “البرنامج انطلق يوم الثلاثاء 2 أيلول/سبتمبر بجلسات تدريبية وورش عمل وجلسة نقاش، هدفت إلى تجهيز المشاركين ليوم المناصرة الرئيسي”.
وأكمل: “في صباح الأربعاء 3 أيلول/سبتمبر، توجه المشاركون باكرًا إلى مبنى الكابيتول (الكونغرس الأمريكي)، حيث عقدوا سلسلة لقاءات مع أعضاء الكونغرس، ومجلس النواب (House of Representatives)، ومجلس الشيوخ (Senate). وتم خلال هذه اللقاءات استعراض قضايا اليمن، ومناقشة سبل تعزيز الاهتمام الأمريكي بالوضع الإنساني والسياسي، ودعم جهود السلام والاستقرار”.
وشدد على أن “هذه الفعالية تهدف إلى تعزيز صوت المجتمع اليمني الأمريكي، وتوحيد جهوده في العمل مع المؤسسات الأمريكية، بما يخدم مستقبل اليمن ويحقق تطلعات أبنائه في الداخل والخارج”.











Leave a Reply